كشف الفنان الفلسطيني الأردني، عصام النجار، خلال لقاء مع "سكاي نيوز عربية"، أن "الضغوط والتغييرات" التي طرأت على حياته بفعل النجاح الكبير الذي حققته أغنية "حضل أحبك"، "أدخلته في اكتئاب لمدة 6 أشهر".
وتوسع عصام النجار قائلا عن هذا الموضوع: "حدثت الكثير من التغييرات والضغوط في حياتي بعد نجاح أغنية (حضل أحبك)، كما أصبحت هناك مسؤولية كبيرة على عاتقي بعد هذا النجاح، وأصبح وقتي مزدحما بالعمل، مما انعكس سلبا على حالتي النفسية، حيث دخلت في اكتئاب لمدة 6 أشهر".
وأشار الفنان الشاب إلى أنه "تمكن من تجاوز تلك الحالة بمساعدة صديقيه المقربين ناصر وزين"، موضحا أنهما شاركا بصناعة ألبومه الأخير.
وعن ألبوم "بريء"، قال: "هو عبارة عن كل ما مررتُ به خلال فترة معينة، امتدّت من تأليفي لأغنية (ما بتدوم) وصولا إلى أغنية (تعوّدت عليك). وتضمّن الألبوم مختلف الأنماط الموسيقية، من الريغاتون إلى الهيب هوب والبوب، وغيرها".
وأضاف: "تعمدت هذا التنويع كي تصل الأغاني إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، كما أنّي أردت أن أثبت إمكانياتي في أداء مختلف الألوان الموسيقية".
وعن تعاونه مع صديقته الفنانة إليانا في دويتو "حدا غريب"، أوضح: "بدأت الفكرة لدي، حيث كتبت كلمات الأغنية وكان لا بد من إيجاد مغنية لتشاركني أداء هذا العمل، ولم يكن صعبا أن نختار إليانا لهذه المهمة"، لافتا إلى أنه "كان من السهل تصوير هذا العمل على طريقة الفيديو كليب في لوس أنجلوس، بسبب الصداقة والكيمياء التي تربطهما".
وفيما يتعلق بكواليس تحضير وتصوير أغنيته "تعودت عليك"، أوضح النجار: "هذه الأغنية هي من أقرب أغاني الألبوم لي، وعندما اطّلعت على فكرة تصوير الكليب الخاص بالأغنية سعدتُ كثيرا، لأنه يحتوي على مضمون ليس موجودا في الوطن العربي، حيث خاطرت بحياتي أثناء تصوير الكليب، إذْ تمّ ربطي بأسلاك لأطير على ارتفاع 50 مترا في السماء".
ولدى سؤاله عن أغنيته الأشهر، "حضل أحبك"، قال: "كنّا في بداية فترة الحجر أثناء وباء كورونا، وكنت حينها أجري اتصالا بواسطة الفيديو مع إحدى صديقاتي التي كانت تضع رأسها على الوسادة، فما كان منّي إلا أن عزفت على غيتاري مطلع الأغنية (حطي راسك على المخدة، جوّا قلبي ما في قدك)".
وتابع: "بعدما نشرت مقطعا من الأغنية على صفحتي الرسمية على تطبيق إنستغرام، تمكّنت بعد 6 أشهر من الفوز في مسابقة غنائية كان الهدف منها أن أسجّل أغنية خاصة بي، فسجّلت (حضلّ أحبك)، وبعدها قُلبت حياتي رأسا على عقب بفعل النجاح الكبير التي حقّقته".
وفيما يتعلق بسر نجاح الأغنية، قال: "لا شك أن بساطة كلماتها ولحنها الذي يرسخ في ذهن المستمعين، خصوصا المقطع الذي لا يتضمّن أي كلمات، ويقتصر على أدائي لنغمات، مما يمكّن أي شخص من ترداد الأغنية أيا كانت لغته، فانتشرت على صعيد عالمي".
وعن بعده عن أهله الذين يعيشون في أميركا وتمسّكه بالاستقرار في وطنه الأردن، رد النجار: "تربّيت ونشأت في الأردن، وعندما زرتُ أهلي في أميركا لم أستطع التأقلم هناك لا مع أسلوب الحياة، ولا حتّى مع أسلوب سير العمل".
وتابع: "بعد زيارتي لأميركا عدتُ فورا إلى عمّان، حيث أرتاح نفسيا وأشعر أنّي فعلا في بيتي، حتى أن الموسيقى التي أؤلفها في عمّان أشعر أنها تصدر من القلب بخلاف الموسيقى التي أحاول أن أصنعها في الخارج".
وعمّا إذا عاش الهاجس الذي سبق أن اختبره فنانون آخرون، وهو "الأغنية الواحدة الضاربة"، إذ لم يتمكنوا بعدها من تقديم أي جديد يحقق نفس الانتشار، أوضح النجار: "طبعا شعرتُ بذلك فور صدور الأغنية، لكن بعد ذلك احتضنتني شركة (يونيفرسال أرابيك ميوزيك)، حيث دعمني الفنان العالمي مساري، وقال لي إننا لن نقدم أغنية تتفوق على حضل أحبك، وإنما علينا أن نبني أولا قاعدة المعجبين الخاصة بي".
وأكمل: "هذه القاعدة تمثلت بألبوم (بريء) الذي قدّمنا فيه مختلف الأنماط الموسيقية، لنبني الأساس الذي سأنطلق منه بعد أغنية حضل أحبك".
وعن المسؤولية التي شعر بها بعد تحقيقه لـ 1,5 مليار مشاهدة عبر كل صفحاته على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، صرّح: " هذا الإنجاز أشعرني بالفخر أولا، لأني لم أتخيل يوما أن أحقق مثل هذه الأرقام كفنان عربي وأردني، وهذا بالتأكيد يضعني أمام مسؤولية كبيرة عندما سأقدم ألبومي الثاني، لكني متأكد من أن كل ألبوم جديد أقدمه سيكون مختلفا وأفضل من الذي سبقه".
أما بشأن تأثره بغيره من الفنانين، قال: "أستمع للكثير من الفنانين ومنهم (ذا ويك أند)، ومايكل جاكسون، وكوين، وجاستن بيبر، وشون منديز، وإيد شيرين، وأستوحي الكثير من أغانيّ منهم أيضا".
كما أعرب الفنان الشاب عن إعجابه بفن "العندليب الأسمر" الراحل، عبد الحليم حافظ، قائلا: "ما أحبه في الفن القديم هو أنهم كانوا يسجلون الأغاني بشكل حيّ، حيث كانوا يأتون بأوركسترا كاملة إلى الأستوديو لتسجيل أغنية واحدة، أما في وقتنا الحالي فتستطيع أن تسجل أغنية بكاملها بواسطة الحاسوب، وهذا ما أقدّره في الفن القديم، وتحديدا فن عبد الحليم".
وعن رسالته كنموذج للشباب العربي الطموح، قال: "أهم ما يمكن أن يقوم به الإنسان هو أن يحلم، فأنا لو لم أحلم بأن أكون فنانا لما وصلت إلى هنا، لذلك لا بد من الحلم، ومن رؤية فسحة الأمل مهما مرّ الإنسان بصعوبات في هذه الحياة".